
نعيد من الأول
1..2..3..4..5..
ناقص اتنين من العدة الأولى .. تاني .. تاني
1..2..3..4..5..6..7..8..9..10..11
زادوا أربعه مرة واحدة
السماء عند المغربية في الصيف .. أجلس في نافذة غرفتي أتطلع الى السماء الصافية
وأبدأ في عد الطائرات الورقية المحلقة في الأعلى
كل طائرة تختلف ألوانها عن الأخرى .. وتتعدد أحجامها وأطوالها .. وكلها تتسابق بين أيدي أصحابها
كبارا كانوا أم صغار لترتفع وتعلو لتخترق الأفق
ومحاولات تتعدد تنجح تارة وتفشل تارة أخرى
والكل يسعى الى أن يأخذ في السماء مكان
أحبها
أحب تلك الطائرات الورقية بشدة .. تلك التي صنعت يدويا من الخوص والاوراق الملونة
تلك التي كنا نقوم بتجليد كشاكيل المدرسة منها ونحن صغارا
سألت أبي ذات يوم عن طريقة صنعها فحكى لى مغامراته وهو شاب صغير معها
وحكى لي عمي بعد وفاة أبي كيف كان رحمه الله امهر الشباب في صناعتها والتحليق بها عاليا
وكم كنت أتمنى أن تكون عندي واحدة وطلبتها من أبي ذات يوم
لأصعد فوق سطح البيت لأطيّرها مثلما يقعل الاولاد فابتسم ثم ضحك لرغبتي
وعدني أنه سيصنعها لي يوما ونصعد سويا الى سطح منزلنا لنعلّيها معا
ويعلمني كيف تصنع وكيف السر الى اعلائها بعيدا بعيدا لتصير نقطة في السماء
لكن أبي لم يوفي وعده هذا معي يوما ..فقد كان وعدا مشروطا بفضاء الوقت الذي لم يكن
والحق أني لست حزينة انه لم يتحقق
فأنا أشاهد الان الطائرات التي تحلق من بعيد فأبتسم وأذكر أبي ووجهه المبتسم فتزيد ابتسامتي على ثغري
وأذكر حكاياته ومغامراته في صناعتها والوصول بها الى الاعلى لينفطع الخيط مرة
او تمزق مرة
او يعطيها لصديقه مره ... وأبتسم
ولازلت على عادتي .. أقف في الشباك وأبدأ في العد
فإذا انتهيت بدأت العد من جديد لعل هناك طائرة أخرى تسعى الى الوصول الى السماء لم أقم بعدها
ولاتزال رغبتي في أن يصنع لي أبي واحدة وأصعد بها الى سطح البيت تلح عليّ وكلما تذكرتها برؤيتي لتلك الطائرات
أبتسم
لذا لو شاهدتم ذات مرة طائرة محلقة في سماء الجنة بين سحبها وترتفع لتصير نقطة في السماء
اعلموا ان أبي حقق لي أمنيتي ووفّى بوعده لي وأننا نمسك خيطها سويا من فوق سطح منزلنا بالجنة
عسى أن يكون اللقاء قريب أبي
^_^